السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الإمام علي ( عليه السلام ) : ( اغتنم شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك
) ، وعلى هذا نضع أمام شبابنا المسلم مجموعة من الخطوط العامة كوصايا
للعمل بها والسير على وفقها :
( الوصية الأولى ) :
التَفَقُّه في الدين ومعرفة الحلال والحرام ، وكذلك الاتصاف بالأخلاق الإسلامية .
ويتم الحصول على ذلك بمجالسة العلماء ، وطرح الأسئلة عليهم ، وقراءة
القرآن الكريم ، والتدبُّر فيه ، وتفسيره ، ومراجعة روايات أهل البيت (
عليهم السلام ) ، وحضور مجالس الوعظ ، والإرشاد ، والندوات الفكرية ،
ومطالعة الكتب النافعة .
( الوصية الثانية ) :
الاهتمام بقراءة وصايا النبي وأئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) كوصية
النبي ( صلى الله عليه وآله ) لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وكذلك
وصية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لولده الإمام الحسن ( عليه السلام )
المذكورة في نهج البلاغة .
فإن مثل هذه الوصايا تمثل خلاصة تجربة الأنبياء والمرسلين ( عليهم السلام
) والهدي الإلهي الذي أوحاه الله تعالى إلى عباده الصالحين .
( الوصية الثالثة ) :
أداء الصلاة في أوقاتها ، وحضور صلاة الجماعة والجمعة ، والمشاركة في
مجالس الدعاء ، وزيارات الأئمة ( سلام الله عليهم ) والاقتداء بهم ، وكذلك
الالتزام ببعض المستحبات المهمة كصلاة الليل ، أو النوافل اليومية .
( الوصية الرابعة ) :
الاهتمام بطلب العلم ، والمواظبة على الدرس ، والاستزادة من المعرفة
والمعلومات الصالحة والمفيدة وهذا ما يسمى بـ ( العلم النافع ) ، سواء كان
العلم نظرياً أو عملياً ، وسواء كان تجريبياً أو من العلوم الإنسانية .
( الوصية الخامسة ) :
الشعور بالمسؤولية العامة تجاه الآخرين والمجتمع وقضاياه العامة ، ومعرفة
طبيعة المواجهات الثقافية ، والسياسية ، والفكرية ، والاجتماعية القائمة
في عصرنا الحاضر ، سواء على المستوى العالمي العام كالصراع بين الحضارة
الغربية والحضارة الإسلامية بأبعادها المتعددة ، أو على المستوى الداخلي
كالتحديات والصراعات الاجتماعية والسياسية وتأثيـراتها وتفاعلاتها .
وهذا كي لا يتحول الشاب إلى الانعزال عما يجري حوله من أحداث ، وكي لا يكون فريسة لهذه الصراعات .
( الوصية السادسة ) :
الاهتمام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، سواء من خلال الممارسة
الفردية التـي تبدأ بالأقربين من الناس والأصدقاء ، وتنتهي بالجماعة
المحيطة به أو على مستوى الممارسة الجماعية ، وذلك من خلال الاشتراك ،
والمساهمة ، والتعاون على البـر والتقوى ، ومساعدة الآخرين ثقافياً ،
وأخلاقياً ، وفي حياتهم المعيشية ، كالمشاركة في الجمعيات الخيرية وغيرها .
( الوصية السابعة ) :
مجالسة العقلاء وكبار السن ، والتعلم من تجاربهم وخبراتهم ، والتأدّب
بآداب الصالحين منهم ، والاقتـداء بهم ، وكذلك الاهتمام باستشارة العقلاء
والمتدينيـن بمختلف الشؤون الحياتية .
( الوصية الثامنة ) :
الاهتمام باختيار الأصدقاء والأخوان في الله ، ولا بد من كونهم موثق بهم ،
وأن يكونوا من خير الأخوان ، وفي الوقت نفسه لا بد من تجنب أصدقاء السوء
ورفقاء الشر والأذى .
( الوصية التاسعة ) :
الاجتناب عن مفسدات هذا الزمان كالأفلام الجنسية ، أو الصور الخليعة ، أو
الأغاني ، أو الشعر المبتذل ، أو القصص والروايات الساقطة ، أو الأماكن
الموبوءة ، وغير ذلك مما يكون سبباً لإثارة الأحاسيس وهيجان الشهوات
والغرائز .
وكذلك الالتـزام بالأعمال والنشاطات ذات الطبيعة المهدئة ، ولا بد أن تكون
بعيدة عن الإثم والحرام ، كالممارسات الرياضية البدنية الجيدة ، كالسباحة
، أوالرياضات الفكرية ، كالمسابقات العلمية ، والأدبية ، والرياضية ، أو
مسابقات المعلومات العامة .
( الوصية العاشرة ) :
الاهتمام بالزواج المبكر الذي حث عليه الإسلام في كثير من النصوص ، واعتبر
في بعضها أن ذلك من حقوق الولد على والده ، حيث يحفظ الإنسان بذلك نصف
دينه ، فيفترض التبسط في تكاليف الزواج وشؤونه ، والتخطيط لمستلزماته حتى
يسهل على الأعزب زواجه ، فإن كل ذلك هو من التأسي بسنة الصالحين السابقين