يبدو أن الصراع الرباعي التقليدي سيتحول إلى خماسي في موسم 2009-2010 من الدوري الإنكليزي لكرة القدم مع انضمام مانشستر سيتي إلى جاره مانشستر يونايتد المتوج باللقب في المواسم الثلاث الأخيرة وليفربول وتشلسي وآرسنال في المنافسة على العرش بعدما كان أكثر الفرق نشاطاً على الإطلاق في سوق الانتقالات. وستكون مهمة مانشستر يونايتد في الظفر باللقب للمرة الرابعة على التوالي والتاسعة عشرة في تاريخه (انجازان قياسيان في حال تحققا) صعبة للغاية بعد تخليه عن نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى ريال مدريد الإسباني مقابل 94 مليون يورو، ورحيل مهاجمه الأرجنتيني كارلوس تيفيز لانتهاء عقده وانتقاله إلى الجار مانشستر سيتي حيث سيشكل قوة هجومية ضاربة إلى جانب التوغولي إيمانويل آديبايور القادم من آرسنال والبرازيلي روبينيو والباراغوياني روكي سانتا كروز القادم من بلاكبيرن روفرز. ومن الصعب معرفة تأثير رحيل رونالدو وتيفيز على "الشياطين الحمر" إلا بعد عدة مراحل على انطلاق الموسم، وقد حاول مدرب الفريق الاسكتلندي أليكس فيرغسون تعويضهما بمايكل أوين من نيوكاسل والإكوادوري أنطونيو فالنسيا من ويغان أثلتيك. ويبقى مانشستر يونايتد الفريق الذي يدخل دائماً في حسابات الألقاب مهما كانت المسابقة التي يشارك بها، لكن تكرار انجازات الموسم الماضي (الدوري وكأس الرابطة المحليان وكأس العالم للأندية ونهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا) تبدو بعيدة نسبياً نظراً إلى حجم المنافسة إن كان على الصعيد المحلي أو القاري. ويبدأ رجال فيرغسون مشوارهم على ملعبهم "أولد ترافورد" في مواجهة سهلة تجمعهم ببيرمنغهام سيتي الصاعد مجدداً إلى دوري الأضواء والذي لم يذق طعم الفوز على "الشياطين الحمر" منذ 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1978 عندما تغلب عليه (5-1) في بيرمنغهام، بعد أن كان تغلب عليه في الموسم الذي سبقه في مانشستر (2-1). تشلسي يطمح إلى انطلاقة قوية ويعتبر تشلسي وليفربول الفريقان الأوفر حظاً لإزاحة مانشستر يونايتد عن عرشه لأنهما حافظا على غالبية نجومهما، خصوصاً الفريق اللندني الذي استعان بخدمات المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي ليقوده هذا الموسم بعد أن أكمل الذي سبقه بإشراف الهولندي غوس هيدينك. وبدأ مدرب ميلان السابق مشواره مع الفريق اللندني بطريقة جيدة، إذ نجح الأخير في رفع الدرع الخيرية بعد تغلبه على مانشستر يونايتد بركلات الترجيح في هذه المباراة التقليدية التي تجمع بطل الدوري وبطل الكأس قبل انطلاق الموسم الجديد. ولم يتخل تشلسي الذي يبدأ مشواره أمام هال سيتي في "ستانفورد بريدج"، عن أي من لاعبيه بل استقدم لاعب الوسط الدولي الروسي يوري زيركوف من سسكا موسكو واستعاد خدمات المهاجم الأوكراني أندري شفتشنكو بعدما أعاره الموسم الماضي إلى ميلان الإيطالي، كما حافظ على المهاجم الإيفواري ديدييه دروغبا الذي كان يهدد بالرحيل منذ تخلي الفريق عن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو. ويسعى تشلسي إلى استعادة اللقب الذي توج به لآخر مرة عام 2006 قبل أن يفرض مانشستر يونايتد هيمنته، لكن قائده تشلسي جون تيري توقع أن تكون مهمة فريقه صعبة للغاية لأن فريق "الشياطين الحمر" لن يتخلى عن عرشه بسهولة، كما أن الثلاثي ليفربول وآرسنال ومانشستر سيتي سيدخلون دائرة الصراع أيضاً وبقوة. وأضاف تيري: "سيكون الموسم متقارباً، كما كانت الحال في الأعوام الأربعة أو الخمسة الأخيرة، كنا نضيق الخناق عليهم (مانشستر يونايتد) وعندما فزنا فعلوا الأمر ذاته معنا، وبالتالي سيكون صراعاً حتى الموت"، مشيراً إلى أنه متأكد أيضاً من أن الثلاثي ليفربول وآرسنال ومانشستر سيتي سيقاتل بدوره على اللقب. وبدوره قال لاعب الوسط الغاني مايكل إيسيان: "ينتابني شعور أن الأوقات السعيدة ستعود، جميع اللاعبين شعروا بهذا الأمر في نهاية الموسم الماضي عندما عدنا إلى سكة الانتصارات مجدداً، هذا هو فريق تشلسي الذي اعتدنا عليه وكان بإمكاني أن أرى الرغبة على وجوه الجميع خلال مبارياتنا التحضيرية". مواجهة صعبة لتوتنهام أمام ليفربول أما من ناحية ليفربول الذي كان قريباً جداً الموسم الماضي من الظفر بلقبه الأول منذ 1990 والتاسع عشر في تاريخه، فيبدو أنه في وضع جيد لاختبار حظوظه مرة جديدة هذا الموسم وهو يبدأ مشواره في أقوى مباريات المرحلة الافتتاحية إذ سيحل ضيفاً على توتنهام في اختبار فعلي لحجم استعداداته للموسم الجديد. ويدخل فريق المدرب الإسباني رافاييل بينيتيز إلى الموسم دون اثنين من نجومه، هما الإسبانيان تشابي ألونسو وألفارو أربيلوا اللذان انتقلا إلى ريال مدريد، ودون قلب دفاعه الفنلندي المخضرم سامي هيبيا وجناحه جيرماين بينانت اللذين رحلا عن "الحمر" أيضاً. وحاول بينيتيز أن يعوض رحيلهم بالتعاقد مع المدافع الدولي غلين جونسون من بورتسموث والمدافع الفرنسي الشاب كريس مافينغا من باريس سان جرمان ولاعب الوسط الإيطالي ألبرتو أكويلاني من روما، كما استعاد خدمات النجم الأوكراني أندري فورونين بعدما أعاره إلى هرتا برلين الألماني الموسم الماضي. ويبقى تعويل بينيتيز على قائد "الحمر" ستيفن جيرارد الذي قد يغيب عن مباراة توتنهام بسبب الإصابة، وعلى مواطنه الهداف فرناندو توريس ليكونا القلب النابض للفريق، فيما سيكون أكويلاني تحت المجهر لمعرفة إذا سيتمكن من سد فراغ رحيل تشابي ألونسو. أما بالنسبة لآرسنال فتبدو الأمور أقل تفاؤلاً في معسكر فريق المدرب الفرنسي أرسين فينغر، لأنه لم ينشط على ساحة الانتقالات بل تخلى عن آديبايور والإيفواري كولو توريه لمصلحة مانشستر سيتي، فيما كانت الصفقة الأبرز للـ"مدفعجية" الحصول على خدمات قائد ومدافع المنتخب البلجيكي توماس فيرمايلين، لكن يبدو أن هذا الأمر ليس كافياً ما يجعل آرسنال مهدداً بفقدان مركزه كأحد الأقطاب الأربعة الكبار في الدوري الإنكليزي الممتاز لمصلحة مانشستر سيتي أو حتى أستون فيلا. وسيكون الاختبار الأول لفينغر ورجاله على ملعب "غوديسون بارك" أمام إيفرتون العنيد، علماً أن الفريق اللندني سيبدأ الموسم بغياب صانع ألعابه الفرنسي سمير نصري الذي سيبتعد عن الملاعب لشهرين بسبب كسر في ساقه. أما أستون فيلا فيبدأ مشواره باستضافة ويغان، فيما يحل مانشستر سيتي الذي حصل على خدمات لاعب وسط أستون فيلا غاريث باري أيضاً، فيحل ضيفاً على بلاكبيرن. وفي المباريات الأخرى، يلعب بولتون مع سندرلاند، وبورتسموث مع فولهام، وستوك سيتي مع بيرنلي الوافد الجديد إلى دوري الأضواء، ووست هام مع وولفرهامبتون الصاعد بدوره هذا الموسم أيضاً. |