كلنا لا بد أن يركب قطار الآخرة و يسافر; فهل تريد أن ترحل كريما و يحسن استقبالك و تنزل منزلا ?
أم تريد أن تذهب مخفورا و تستقبل مهانا و تلقى ملوما مدحورا?! ان من أراد سفرا سأل و نقر, و أعد له العدة و فكر, و هيأ له الزاد و قدر . فما بالنا نغفل عن السفر الطويل الى الآخرة? ان الأيام تسير بنا و ان لم نسر, و الأنفاس مراحل تقربنا الى القبر الذي هو أول منازل الآخرة و بعد ذلك أهوال و أهوال.
قال شاعر
فان تنج منها تنج من ذي عظيمة و الا فاني لا أخالك ناجيا
فماذا تراك قد أعددت لهذا الطويل الذي بدأ بالفعل منذ نزلت من بطن أمك?
و قال آخر
أيام عمرك تذهب و جميع سعيك يكتب
ثم الدليل عليك منك فأين أين المهرب?